الجنيه القبرصي، تعرف على تاريخ العملة وأبرز العملات الورقية والمعدنية

الجنيه القبرصي (Cypriot Pound)؛ يُستخدم بشكل رسمي في جزيرة قبرص ويقوم المصرف الوطني المركزي القبرصي في إصداره. تعرف في هذا المقال على الجنية القبرصي، وأبرز المراحل التي مر بها على طول السنين، والى جميع الفئات المتداولة والرسمية منه مع مواصفاتها التفصيلية سواء معدنية او ورقية. ستجد أيضاً معلومات عالمية لسعر صرفه وأهم أحوال الاقتصاد في البلاد.

ما هي عملة قبرص (Cyprus Currency)؟

يُعرف الجنيه القبرصي بأنه العملة الوطنية المعتمدة في قبرص متعارف عليه أيضا باسم الليرة lira، كان يُستخدم في قبرص حتى 31 كانون الأول (ديسمبر) 2007 م قبل أن تأتي عملة اليورو لتحلّ محل الجنيه ويتم استبداله والتعامل بها بدلاً منه. يرمز له بالرمز CYP (Cypriot Pounds)، وما زال يستخدم في القسم الشمالي من الجزيرة.

تاريخ تطور العملة في قبرص حتى اليوم

كان الجنيه القبرصي هو العملة الرسمية المعتمدة في قبرص قبل عضويتها في الاتحاد الأوروبي (EU) واعتماد تداول اليورو (EUR) كعملة قانونية ليحل مكان الجنيه القبرصي في عام 2008م. أصدر البنك المركزي الوطني القبرصي الجنيه القبرصي وأدارها بعد إنشائه في عام 1963م. استخدم البريطانيون الجنيه القبرصي لأول مرة في قبرص في العام 1879م، على الرغم من أن الدولة في ذلك الوقت كانت لا تزال تابعة لسلطة الإمبراطورية العثمانية.

ظل الجنيه القبرصي مرتبطًا بالجنيه الاسترليني (GBP) حتى عام 1972م، وفي ذلك الوقت قام البنك المركزي بتغيير ربط العملة بالدولار الأمريكي. فيما بعد وابتداءً من عام 1973م، أسقطت قبرص ربط عملتها بالدولار الامريكي لصالح الارتباط بسلة عملات وذلك بناءً على واردات البلاد، ثم تحولت إلى سلة عملات بناءً على الأنشطة التجارية للبلاد في سنة 1984م.

أدى قرار الانتقال إلى اليورو في نهاية الأمر إلى إنشاء سعر صرف دائم بلغت قيمته 0.585274 جنيه قبرصي لكل يورو واحد. أصبح اليورو بعد ذلك بمثابة مناقصة قانونية سارية اعتبارًا من 1 كانون الثاني (يناير) من العام 2008م. فقد سمحت الاتفاقية مع البنك المركزي الأوروبي بتبادل العملات المعدنية القديمة للجنيه القبرصي لمدة عامين بعد التغيير والأوراق النقدية CYP للسنوات العشر التالية. حققت قبرص نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي بنسبة 3.23% في عام 2019م بمعدل تضخم يسجل 0.56 بالمئة.

ضمت بريطانيا Cyprus كمستعمرة بعد تفكك الإمبراطورية العثمانية في عام 1925م. لكنه على الرغم من ذلك، كان سكان الأمة يعتبرون أنفسهم عموما إما يونانيين أو أتراك وهذا الأمر الذي أدى إلى فترات من الاضطرابات المدنية. دعا القبارصة اليونانيون بشكل دوري البلاد إلى الاتحاد مع اليونان، في الوقت نفسه طالب القبارصة الأتراك تقليدياً إما أن تتحد البلاد مع تركيا أو أن ينفصل الجزء الشمالي من البلاد.

بعد الحصول على استقلال الجمهورية القبرصية عن إنجلترا في كانون الأول (ديسمبر) من العام 1960م، انزلقت على الفور في أعمال عنف دورية بين كل من العناصر اليونانية والتركية. حاول انقلاب مدعوم من الولايات المتحدة واليونان اغتيال الرئيس القبرصي في عام 1974م، ثم أدى القتال الناتج عن ذلك إلى تقسيم البلاد مع دخول القوات التركية للجزء الشمالي من الجزيرة.

“اقرأ أيضاً: فرنك وسط إفريقيا“

حاول القبارصة الأتراك إضفاء الطابع الرسمي على التقسيم في عام 1983م عندما أعلنوا أنفسهم الجمهورية التركية لشمال قبرص. الجدير بالذكر أنه لم تعترف أي دولة بالجمهورية القبرصية ما عدا تركيا. حاولت الفصائل الشمالية والجنوبية في مناسبات متعددة صياغة خطة سلام بين الجانبين لكن كان ينتهي الأمر دون نتيجة. اليوم لا يزال الشمال القبرصي محتل، وتشرف الأمم المتحدة على منطقة عازلة منزوعة السلاح بين المنطقتين وتقوم بدوريات لها.

على الرغم من الوجود التقني للشمال كجزء من جزيرة قبرص، فقد حافظت على الليرة التركية (TRY) كعملة رسمية لها على الرغم من أن الشركات التي تخدم السياح غالبًا ما كانت تقبل الدفع باليورو (EUR) أو الجنيه الإسترليني (GBP) أو الدولار الأمريكي (USD).

“اقرأ أيضاً: البيزو الأرجنتيني“

فئات العملات التي تم تداولها في قبرص

تم تداول العملات في قبرص عبر مر السنين، ويقسم الجنيه القبرصي إلى قسمين المعدنية والورقية والتي سنتعرف عليها في السطور القادمة:

العملات الورقية المتداولة من الجنيه القبرصي

فيما يلي أبرز العملات الورقية التي تم التعامل بها في قبرص:

• ورقة 1 جنيه قبرصي:
  تم تصميم هذه الورقة بأبعاد 140 × 68 ملم، وكان اللون السائد في طباعتها هو اللون البني. تميز الوجه الأمامي من الورقة بوجود فتاة قبرصية ترتدي الزي التقليدي مع علامة مائية على شكل تمثال نصفي للآلهة المعروفة باسم افروديت، وفيما كان الوجه الخلفي منها يحتوي على صورة لقرية كاتو دريس وتكوينها يتكون من مشغولات يدوية وفخار ودانتيل.
• فئة 5 من الجنية القبرصي:
  أصدر البنك الوطني المركزي هذه العملة بأبعاد 148 × 72 ملم، حيث كان اللون السائد على هذه الورقة هو اللون البنفسجي. امتاز الوجه الأمامي من ورقة الـ5 جنيه بوجود علامة مائية على شكل تمثال للآلهة أفروديت إضافة إلى رأس شاب من الحجر الجيري والذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس قبل الميلاد. فيما كان الوجه الخلفي منها على صوره لكنيسة بيريستيرونا ومسجد تركي في الخلفية.
• عملة 1 cypriot pound:
  تمت طباعة هذه الورقة بأبعاد 156 × 76 ملم، وكان اللون السائد فيها هو اللون الأخضر. اتصفت بوجود علامة مائية مثل العلامة المائيه في الفئات السابقة، كان الوجه التاني يحتوي على رأس رخامي للإلهة أرتميس ويعود تاريخه إلى العصر الروماني. أما الوجه الآخر منها فيحتوي على تكوين يصور الطيور وسلحفاة خضراء وخزامى وفراشة وموفلون وخور مريم.
• فئة 20 جنيه:

تأتي هذه الفئة بأبعاد 164 × 80 ملم مع لون مميز مسيطر وهو اللون الأزرق. تحتوي الورقة على علامة مائية مماثلة للفئات السابقة، الوجه الأمامي نجد عليه الجزء العلوي من تمثال الآلهة أفروديت والذي يعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد. بينما كان الوجه الخلفي يمثل صورة لقارب كيرينيا (القرن الرابع قبل الميلاد) ومسقط رأس أفروديت (بيترا تو روميو). ^[1]

فئات الجنيه القبرصي المعدنية

خلال السنوات الثلاث عشرة الأولى لجمهورية قبرص، كانت العملات المعدنية المتداولة هي العملات الخاصة بالنظام العشري “mil” والذي قامت الإدارة الاستعمارية البريطانية بإدخاله في عام 1955م. حيث تم سك العملات المعدنية الأولى للجمهورية في عام 1963م. فيما يلي أبرز النقود المعدنية في قبرص:

• 1 سنت قبرصي:
  تم صك هذه العملة من معادن النحاس والزنك والنيل، حيث يبلغ وزنه 2 جرام وقطر الدائرة 16.50 ملم، بينما تبلغ سماكته 1.35 ملم. تميز الوجه الأمامي منها بوجود شعار النبالة للجمهورية، فيما كان الوجه الآخر عليه طائر منمنم يجلس على فرع من إبريق من الخزف ثنائي الكروم من العصر القبرصي.
• معدن 5 سنت من الجنيه القبرصي:
  تمت صناعة الـ 5 سنت من كل من النحاس والزنك والنيكل، وبلغ وزنها 2.50 جرام وبقطر دائرة 19.00 ملم، أما السماكة فبلغت 1.25 ملم. الوجه المقابل حمل شعار النبالة للجمهورية، فيما نجد على الجانب المعاكس ماعزان مرتبان بشكل شعاري من إناء ضحل بمقبضين من منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
• عملة 5 سنت:
  السبيكة مصكوكة من النحاس والنيكل والزنك وبوزن 3.75 جرام، بلغ القطر 22.00 ملم فيما كانت السماكة 1.40 ملم. نجد على الوجه الأول شعار النبالة للجمهورية القبرصية. فيما يحمل الجانب المعاكس رأس ثور من إناء من الفضة بمقبض مرغوب فيه من القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
• فئة 10 سنت معدني:
  تم صنع هذه الفئة من النحاس والزنك والنيكل وبلغ وزنها 5.50 جرام، فيما كان قطر الدائرة 24.50 ملم والسماكة 1.70 ملم. الوجه الأول لا يختلف عن العملات السابقة فعليه شعار النبالة للجمهورية. فيما أن الجانب الخلفي عليه مزهرية خزفية حديثة من فيني مزينة بالورود والطيور.
• 20 سنت من الجنيه القبرصي:
  كان لهذه العملة إصدارين، الاثنين مصنوعين من النيكل والزنك والنحاس وبوزن 7.75 غرام، قطر الإصدارين 27.25 مم والسماكة تبلغ 1.8 مم. نجد أن الوجه الأمامي للاصدارين لا يختلف عن السابق، لكن الاختلاف يكمن في الوجه الخلفي. الإصدار الأول يحتوي على صورة زينون كيتيون (334-264 قبل الميلاد) وهو مؤسس الفلسفة الرواقية، أما الإصدار الثاني فحمل صورة حبة قمح مقرمشة تطفو على غصن زيتون.
• عملة 50 سنت قبرصى:
  سبيكة مصنوعة من النحاس والنيكل، وزنها 7.00 جرامات، قطرها 26.00 ملم، سماكتها 1.80 ملم. الوجه الامامي لم يطرأ عليه أية تغييرات، أما الوجه الثاني فيحتوي على تكوين يعتمد على عملة من القرن الرابع قبل الميلاد من مملكة ماريون القبرصية، تصور اختطاف زيوس لأوروبا وتحويلها إلى ثور. ^[2]

“اقرأ أيضاً: الكرونة النرويجية“

أسعار صرف الجنيه القبرصي أمام بعض العملات

طرأ على قيمة الجنيه القبرصى تغييرات عديدة ولا سيما في تحويل الصرف إلى العملات الأخرى، وعانى في فترة ما من التدهور حتى استقر نسبيا، في الجدول الآتي اسعار الصرف لتحويل الاموال إلى عملات أخرى:

“اقرأ أيضاً: المارك الألماني“

اقتصاد جزيرة قبرص

بين عامي 1960م و 1973م حققت جمهورية قبرص والتي تدير اقتصاد حر قائم على الزراعة والتجارة، مستوى معيشة أعلى من معظم جيرانها. حيث أنه قد تم دعم هذا التقدم بشكل كبير من قبل مختلف وكالات الأمم المتحدة (UN)، التي تعمل من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. قدم كل من البنك الدولي وكذلك صندوق النقد الدولي مساعدات مالية سخية في شكل قروض لمشاريع تنموية محددة (بما فيها إمدادات الكهرباء، تطوير الموانئ، وأنظمة الصرف الصحي).

كما قدمت دول أجنبية فردية بعض المساعدات لقبرص، حيث قدمت هذه الدول والمنظمات خبراء لتقديم المشورة للتخطيط الاقتصادي وبدء المشاريع الإنتاجية والمنح المقدمة لتدريب المتخصصين القبارصة في هذه المجالات. خلال هذا الوقت نما الناتج المحلي الإجمالي إضافة إلى نمو دخل الفرد بشكل كبير، وتضاعف الإنتاج الزراعي والصناعي وصادرات السلع والخدمات أكثر من ثلاثة أضعاف، وأصبحت السياحة مصدر مهم جداً للنقد الأجنبي.

أصبحت السياحة أحد المكونات الرئيسية للاقتصاد القبرصي بعد عام 1960م، لكن على الرغم من ذلك كانت معظم أماكن الإقامة السياحية في الجزء من الجزيرة الذي احتله الأتراك في 1974م. بعد التقسيم انتعشت تجارة السياحة بسرعة كبيرة في القطاع القبرصي اليوناني مواجهة خسارة كيرينيا ومنطقة فاماغوستا-فاروشا، التي كانت المنتجعات الساحلية الرائدة والمدن الساحلية الجنوبية فيليماسول. فتم تطوير مدينة بافوس بشكل أكبر لاستيعاب السياح، ومنذ منتصف الثمانينات حتى اليوم أصبحت السياحة أكبر مصدر للدخل الأجنبي للقطاع القبرصي اليوناني.

في ختام هذا المقال نكون قد جمعنا لكم معلومات كافية ووافية عن عملة الجنيه القبرصي وأبرز المراحل التي مر بها تاريخها من القديم وحتى الوقت الذي تم استبدالها فيه واعتماد اليورو بدلا منه. تطرقنا بالحديث عن الفئات الخاصة بهذه العملة وسعر الصرف المعتمد لتحويلها، إضافة إلى اقتصاد دولة قبرص.