الكرونة النرويجية؛ تعرف على تاريخ تطور عملة النرويج وفئاتها النقدية

الكرونة النرويجية Norwegian kroner؛ هي العملة الرسمية المعتمدة من قبل مملكة النرويج. تُعرف تقليدياً باسم التاج النرويجي نسبةً إلى معناها في اللغة الإنجليزية، وتقسم الكرونة النرويجية الواحدة إلى 100 أورو øre، علماً أن هذه الفئة تم إلغائها من التداول عام 2012، إذا كنت مهتماً بالتعرف أكثر على عملة الكرونة النرويجية تابع معنا في المقال الآتي.

ما هي عملة الكرونة النرويجية؟

الكرونة النرويجية هي العملة الأساسية المتداولة في دولة النرويج، ويرمز لها دولياً وفقاً للأيزو NOK، يتم إصدار هذه العملة بفئاتها المعدنية والورقية من قبل المصرف النرويجي المركزي، وتتمثل الفئات المعدنية المتداولة بالآتي: 1، 5، 10، 20 كرونة سويدية، أما الورقية تتمثل بالفئات 50، 100، 200، 500، 1000 علماً أن فئة 1000 كرونة نادراً ما يتم التعامل بها نظراً لارتفاع قيمتها، والجدير بالذكر أن عملة الكرونة النرويجية تحتل المرتبة الثالثة عشر من حيث العملات الأكثر تداولاً في العالم، وكان أول إصدار لها عام 1875. تكتب الكرونة النرويجية بالنرويجيّة norsk Krone. إليك جدول يوضح أهم 7 معلومات حول عملة النرويج: ^[1]

“اقرأ أيضاً: الدولار البهامي“

تاريخ تطور عملة النرويج

تعتبر عملة speciedaler العملة التاريخية المستخدمة قديماً في مملكة النرويج إلى أن تنفيذ الاتحاد الاسكندنافي القائم بمشاركة الدول الاسكندنافية: السويد والدنمارك والنرويج، حيث أقرّ الاتحاد الاسكندنافي باستخدام عملة “الكرونة” كعملة أساسية للبلدان المشاركة في الاتحاد، وارتبطت عملة الكرونة النرويجية nok آنذاك بكل من عملة الكرونة السويدية والكرونة الدنماركية. كان يتم الاعتماد على المعيار الذهبي لقياس قيمة العملة وكانت 2480 كرونة آنذاك تعادل 1 كيلوغرام من الذهب. تم تعليق هذا المعيار في عام 1914 نتيجة الحرب العالمية الأولى، وظل معلقاً لفترة مؤقتة حتى عام 1916.

عام 1931 تم تعليق المعيار الذهبي بشكل دائم. أما عام 1933 تم ربط عملة الكرونة بالجنيه الاسترليني حيث كان 1 جنيه يساوي 19.9 كرونة نرويجية، أما في عام 1939 تم ربط الكرونة بعملة الدولار الأمريكي بما يعادل 4.4 كرونة للدولار الواحد، وما بين عامي 1940-1945 عندما غزا الاحتلال الألماني لمملكة النرويج خلال الحرب العالمية الثانية تم ربط عملة الكرونة بالمارك رايخ الألماني وكانت 1 كرونة تساوي 0.6 مارك ألماني.

في عام 1946 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تم إعادة ربط الكرونة بعملة الجنيه الاسترليني وأصبح 1 جنيه يساوي 20 كرونة، أي بما يعادل 4.963 كرونة للدولار الأمريكي الواحد، وفي عام 1949 هبطت الكرونة النرويجية لأدنى مستوياتها أمام الدولار  الأمريكي وأصبح 1 دولار أمريكي يساوي 7.142 كرونة نرويجية Norwegian kroner.

عام 2015 هبطت الكرونة النرويجية لأدنى مستوياتها أمام الدولار الأمريكي على مدى 13 عاماً، وذلك نتيجة لخفض أسعار الفائدة من قبل المصرف المركزي النرويجي لغرض تعزيز نمو الاقتصاد الذي كان يعاني من حدوث ارتفاع في أسعار النفط.

“قد يهمك: البيزو الأرجنتيني“

الفئات المعدنية من الكرونة النرويجية Norwegian kroner

تم إصدار العملات المعدنية لأول مرة عام 1875 وكانت تتمثل بالفئات 10, 50 يورو، و1 و10 كرونة نرويجية، وفيما بين عامي 1875-1878 تم تقديم مجموعة من العملات النقدية المعدنية من فئات 1، 2، 5، 10، 25، 50 يورو، وكذلك فئات 1 و2 و5 كرون نرويجي، وتم إصدار آخر عملات ذهبية في عام 1910، وفي عام 1920 حلت الفضة محل النيكل النحاسي، كذلك بين عامي 1917-1921 تم استبدال الحديد بمعدن البرونز بشكل مؤقت.

في فترات الغزو الألماني للنرويج أثناء الحرب العالمية الثانية تم إيقاف إنتاج فئة 1 كرونة نرويجية، وتم استبدال الزنك بكل من النيكل والنحاس في الفئات 25، 50 أورو وفي عام 1963 تم إصدار فئة 5 كرونا، أما في سنة 1972 تم التوقف عن طرح فئات 1 و 2 كرونة. عام 1973 تم تخفيض حجم الإنتاج للعملات المعدنية من فئة 5 أورو.

بين عامي 1994-1998 تم إصدار عملات معدنية من فئات 50 أورو، و1 و5 و10 و20 كروناً نرويجياً، كما حصل العديد من التبدلات على الفئات المعدنية لعل أبرزها إلغاء عملة أورو من التداول عام 2012 والاستمرار بإدخال مجموعة من الفئات المعدنية بقيم متنوعة من قبل المصرف المركزي النرويجي، إليكم أحدث هذه الإصدارات مع مواصفاتها الشكلية:

• فئة 1 من الكرونة النروجية

قطعة الواحد كرونة النرويجية يبلغ وزنها 4.35 جرام وسماكتها 1.7 ملم، أما أبعادها تساوي 21 ملم، وهي مصنوعة النحاس بنسبة 75% ومن النيكل 25 بنسبة 25%، يوضح وجه العملة هارالد الخامس، أما وجهها الخلفي يعكس صورة طير، تم إصدارها أول مرة عام 1997.

• عملة 5 كرونة النرويجية المعدنية

فئة 5 كرونة المعدنية مؤلفة من النحاس بنسبة 75% وبما يعادل 25% من النيكل، ويبلغ وزنها 7.85 جراماً، أما سماكتها تساوي 2 ملم، وأبعادها تساوي 26 ملم. يوضح الوجه الأول لها صورة وسام القديس اولاف، أما الوجه الثاني يوضح أوراق الأكانثي، أصدرت لأول مرة عام 1998.

• فئة 10 كرون نرويجي

فئة 10 كروناً نرويجياً، يبلغ وزنها 6.8 جرام، وأبعادها 24 ملم، أما سماكتها تساوي 2 ملم، يظهر وجهها الأمامي صورة هارالدف، أما وجهها الخلفي يظهر رصيف سقف الكنيسة، تم إصدار هذه الفئة للمرة الأولى عام 1995.

• عملة 20 كرون نرويجي

هي عبارة عن قطعة دائرية يبلغ وزنها 9.9 جرامات وسماكة القطعة تساوي 2.2 ملم، أما أبعادها تساوي 27.5 ملم، ويظهر على وجهها صورة هارالدف أما ظهرها يعكس صورة لسفينة فايكنغ، تم إصدارها أول مرة عام 1994.

تم صناعة الفئات 10 و20 كرون نرويجي من النحاس بنسبة 81% والزنك بما يعادل 10%، أما النيكل فكان بنسبة 9%.

لوحظ وجود تشابه كبير في الخصائص بين عملة العشر ليرات سورية وعملة 20 كرونة نرويجية! فنظراً لهذا التشابه يمكن خداع آلات تحويل العملات المعدنية وآلات البيع باستخدام عملة العشر ليرات لحجمها ووزنها المطابق للكرونة النرويجية.

“اقرأ أيضاً: الليك الألباني“

الأوراق النقدية من الكرونة النرويجية

أصدر المصرف المركزي النرويجي عام 1877 مجموعة واسعة من العملات النقدية الورقية من فئات 5، 10، 50، 100، 500، 1000 كرونة نرويجية، وفي عام 1917 أعاد إصدار أوراق نقدية جديدة من فئة 1 krona، أما فئة 2 كرون تم تقديمها بين عامي 1918-1922، كذلك بين عامي 1940-1950 تم إعادة إصدار فئات 1 و2 krona. هكذا نلاحظ حصول العديد من التغيرات على الأوراق النقدية النرويجية، وسنوضح لكم الآن أحدث سلسلة ورقية تم إصدارها من قبل Norges Bank والتي لا تزال متداولة  حتى الآن مع مواصفاتها الشكلية:

• فئة 50 كرونة نرويجية

الورقة النقدية خمسون كرون نرويجي ذات اللون الأخضر وتبلغ أبعادها 126 × 70 ملم، يوضح وجهها الأمامي صورة منارة أوتفير، أما الوجه الخلفي يظهر  منارة منمنمة والمجموعة النجمية Karlsvogna، تم إصدار هذه الورقة لأول مرة عام 2018.

• الورقة النقدية 100 كرون نرويجي

تميزت هذه الورقة باللون الأحمر، وتبلغ أبعادها 133×70 كرون نرويجي، يظهر على الوجه الأول لها صورة لسفينة جوكستاد، أما الوجه الثاني يعكس صورة  سفينة حاويات منمقة، وكرة أرضية، وكوكبة أوريون، تم تقديم هذه الفئة عام 2017  وهي لا تزال متداولة حتى الوقت الحاضر.

• فئة 200 كرون نرويجي

تميزت هذه الفئة باللون الأزرق يظهر على وجهها صورة لسمك القد، أما ظهر الورقة يوضح قارب صيد منمق وسنارة صيد ومنارة، تبلغ أبعادها 140 ملم عرض، و70 ملم عرض. أصدرت هذه الفئة عام 2017 ولا تزال متواجدة حتى وقتنا الحاضر.

• ورقة 500 كرونة نرويجية

فئة 500 كرون نرويجي المتميزة باللون البرتقالي، يوضح الوجه الأمامي لهذه الفئة صورة لسفينة إنقاذ، أما الوجه الخلفي يظهر مجموعة من التفاصيل مثل ظهور إحدى أنابيب الغاز من البحر الشمالي والحيوان الرخوي أمونيت، كذلك ظهرت صورة لمنصة نفطية منمقة، وتبلغ أبعادها 154 × 70 ملم، تم تقديمها لأول مرة عام 2018 ويتم التعامل بها حتى الوقت الحالي.

• فئة 1000 كرون نرويجي

تميزت هذه الفئة باللون الأرجواني يظهر على وجهها صورة لموجة بحرية، أما ظهر الورقة يوضح أفق منمنمة وجزيئات من الماء، وتعادل أبعادها 154 × 70 ملم، وأصدرت لأول مرة عام 2019 وتعتبر الأعلى قيمة من بين الفئات المصدرة ولكنها الأقل تداولاً نظراً لارتفاع قيمتها.

“اطلع على: الليرة المالطية“

اقتصاد دولة النرويج

يعتبر اقتصاد النرويج من الاقتصادات القوية عالمياً وتعود قوته الأساسية لكون النرويج من أكبر البلدان الأوروبية المنتجة للنفط والغاز إضافة إلى أعمالها الرئيسية في التجارة والشحن، وتعتبر النرويج من أكثر الدول الأوروبية رفاهية فهي تتمتع بمستوى معيشي رفيع ونظام متكامل من الرعاية الاجتماعية للأفراد، وتستورد ما يزيد عن 50% من الاحتياجات الغذائية، كما تستغل مساحاتها الخضراء الشاسعة في رعاية الأغنام والماشية.

تعد النرويج من الدول الغنية بالموارد الطبيعية  المتمثلة بالعناصر معدنية مثل الألمنيوم والرصاص والزنك الحديد والنحاس، والتيتانيوم، وتعتبر الأخشاب مورد ضخم من موارد النرويج حيث يتم استخدامه في العديد من الصناعات المختلفة، كما أن Norway من أقوى البلدان الصناعية فهي تشتهر بالعديد من الصناعات مثل صناعة المنتجات الورقية والمواد الكيميائية والمواد الغذائية وصناعة السفن والمعادن والصناعات الخشبية بأشكالها المختلفة، ونتيجة لحركة النمو الصناعي التي تحظى بها النرويج فهي توفر فرص عمل لكافة مواطنيها.

الجدير بالذكر أيضاً أن النرويج من أكبر البلدان المصدرة للنفط والغاز والمعادن والكيماويات والمنسوجات والأسماك فهي معروفة بنوعية أسماكها الفاخرة من أسماك القد والرنجة والماكريل. تعتبر النرويج كذلك من البلدان الجذابة للسياح فهي تتمتع بطبيعة ساحرة وخضراء وبالتالي يساهم القطاع السياحي بنسبة كبيرة في زيادة الدخل القومي للبلاد.

نجد أن السبب الرئيسي وراء قوة العملة النرويجية يعود إلى اقتصادها الغني بالعديد من الثروات الطبيعية المهمة.

“اقرأ أيضاً: المارك الألماني“

سعر صرف الكرونة النرويجية مقابل العملات الأخرى

في أوائل التسعينيات وتحديداً في ديسمبر من عام 1992 تخلى البنك المركزي النرويجي عن نظام سعر الصرف الثابت (Exchange rate ) ليحل مكانه نظام سعر الصرف العائم وذلك نتيجة للمضاربة الشديدة التي شهدتها عملة الكرونة النرويجية، ويتم صرف العملات النرويجية في البنوك والمكاتب البريدية وشركات الصرافة وهي الطريقة الأكثر ربحية طالما يتم اعتماد نظام سعر الصرف العائم، ويعتبر الدفع غير النقدي باستخدام البطاقات البنكية الأكثر شيوعاً واستخداما من قبل حاملي الجنسية النرويجية، وباعتبار أن عملة النرويج من العملات الآمنة للاستثمار فقد يهتم الكثير بمعرفة سعرها مقابل بعض العملات المهمة، إليكم جدول يوضح ذلك:

“اطلع على: دولار بربادوسي“

قوة عملة الكرونة النرويجية

تعتبر الكرونة النرويجية من أقوى عملات الدول الأوروبية إلا إنها مرت بالعديد من التقلبات والخسائر حتى وصلت لقوتها الحالية، حيث كشف البنك النرويجي والأمريكي في العقود الماضية عن فقدان الكرونة لما يقارب 33% من قيمتها، ولكن الآن يمكننا القول أن النرويج استعادت قوتها وقوة عملتها نتيجة تلقي مبالغ ضخمة من الكرونة النرويجية من صادرات النفط.

حيث أصبح قطاع البترول المغذي الرئيسي لثروات Norway والمحرك الأساسي لقوة العملة حيث ارتفعت الكرونة النرويجية على نطاق واسع في الآونة الأخيرة وقد توقع مورغان أستانلي بارتفاع عملة النرويج بنسبة 15% مقابل الدولار الأمريكي في هذا العام. ^[2]

ختاماً؛ قد ذكرنا لكم أهم المعلومات حول عملة الكرونة النرويجية من تاريخ تطورها وسعر صرفها مقابل العملات الأخرى، إضافة إلى فئاتها الورقية والمعدنية، كما سلطنا الضوء على اقتصاد النرويج وأهم صناعاتها وثرواتها الطبيعية.